نيوز برو : «غضب شعبي» وتصاعد الأزمة.. الانتقالي يواجه اتهامات بمحاولة القفز على الواقع رياضة

في ظل استمرار معاناة سكان العاصمة المؤقتة عدن، تتصاعد الاحتجاجات الشعبية نتيجة التدهور الحاد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والغذاء، ووسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن عقد مؤتمر صحفي يستهدف الكشف عن أسباب تلك الأزمات، بهدف توجيه أصابع الاتهام نحو شركائه في الحكومة اليمنية، ما يثير تساؤلات حول مدى مصداقية هذه الادعاءات.

المجلس الانتقالي الجنوبي: تحميل الحكومة المسؤولية أم تنصل من الأزمة؟

المؤتمر المرتقب الذي سيعقده المجلس الانتقالي يمثل منبرًا لتحميل رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة المسؤولية عن الأزمات الحادة في عدن، وفقًا لما أعلنه القيادي علي الكثيري، حيث وعد بكشف “الجهات المتسببة”، بينما يتجاهل المجلس حقيقة سيطرته الكاملة على العاصمة المؤقتة ومؤسساتها منذ سنوات، ويُدير معظم الوزارات الخدمية مثل الكهرباء والخدمة المدنية، ومع ارتفاع الغضب الشعبي، أظهرت هذه التصريحات تناقضًا واضحًا ما بين مسؤولياته الفعلية ومحاولاته لنقل اللوم على الآخرين.

وتأتي هذه الخطوة بينما تشير بيانات وتقارير اقتصادية إلى التدهور المستمر للعملة المحلية، الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة معاناة المواطنين، وبدلاً من تقديم حلول واقعية، يتهم الانتقالي أطرافًا أخرى بـ”تصدير الأزمات”، مما يعكس الهروب من مواجهة الحقيقة، وفق رأي المتابعين.

انتقادات متزايدة لفشل إدارة المجلس الانتقالي

ومع استمرار غياب الحلول الفعالة لتحسين حياة السكان، يواجه المجلس الانتقالي انتقادات شديدة من الناشطين والمواطنين، حيث يشير المنتقدون إلى وجود فساد مستشرٍ في الهيكل الإداري للمجلس؛ مما أدى إلى تفاقم معاناة الأهالي، وتدهور الخدمات العامة بشكل كارثي، ويتساءل المراقبون حول جدوى رفع شعارات سياسية كبرى دون تقديم أدنى حل لمعالجة مشاكل المدينة، خصوصًا أن الانتقالي يسيطر على الموارد الاقتصادية للمدينة، وهو مسؤول عن إدارتها بالكامل.

وأدت هذه الانتقادات إلى توترات متزايدة، حيث اتهم المجلس ما وصفها بـ”القوى المعادية” بالتآمر للإضرار بـ”تماسك الجبهة الجنوبية”، مؤكدًا أن حملات الاحتجاج الشعبي يجري استغلالها من قبل من يريد “زعزعة الأمن والاستقرار” في عدن، دون تقديم أدلة ملموسة على هذه الادعاءات.

عيدروس الزبيدي بين السياسة والإدارة

من الجدير بالذكر أن رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، يعتبر عضوًا بارزًا في مجلس القيادة الرئاسي، مما يضعه في موقع مسؤولية مزدوجة بين كونه جزءًا من الحكومة الشرعية وتحمله إدارة شؤون عدن كمركز لسلطته، لكن التساؤل الكبير الذي يفرض نفسه يبقى حول مدى نجاحه في تحقيق التوازن بين الخطاب السياسي الطموح وتحسين الواقع المعيشي البائس.

إن استمرار هذه الأزمات بدون تقديم حلول حقيقية قد يدفع الأمور نحو مزيد من التصعيد، مع مطالبة سكان عدن بمحاسبة الجهات المتسببة في الوضع الراهن، ما يعكس حالة من عدم الرضا عن أداء المجلس الانتقالي الجنوبي وإدارته.